مـا دمتـ اقتربتـ مـن الصـدق ,, مـا دمتـ اقتربتـ مـن الذاتــ ,, إذاً ,, فقـد اقتربتــ كثيـراً من الآدميـه ...

14 مارس 2021

غائبة عنكم ... بحكم قدر ( إخوتي )


باقة من حروفٍ أرسلها إليكم ... وأنا في المنفى البعيد
 رسالة تحملني إليكم بكل ود
 وأنا الملقاة هناك بين معنى الحياة ... وفعل الموت ...
 حروف تحمل وجع الأمس كله ... وبكل إشراقٍ آتٍ يواسيني بلقاء ربما يكون قريب ...
 ما بعد منتصف كل شئ ... 
 تستيقظ كل الإفتقادات السابقه وتتسع المسافات لتخبرني
 أني وبعد كل هذا الألم ... لا حياة دونكم
 أستند على ظلال جدران من كلمات واهيه .. 
 خذلان الوعود وتباطؤ دقة الساعات ... أكتاف من رمال ناعمه
 تدق وتمضي بي اللحظات آخذة معها بعضاً من عمري 
 محملة بفراغ تملأه أنفاس صدري ليثبت لي فقط أني على قيد ... نبض
 فكيف أقوى دونكم ... وأنتم وجعي ... وضعفي
 والحداد داخلي ... يسكن أضلعي ...
 أتوسد على جمر أفكارٍ ترفض واقع فرض البعاد ... 
 دون سبب أو حتى لمئات الأسباب
 وكؤوس من مرارات الصبر تملأني ... تروي عناقيد الجراح 
 مسافات تاهت بيننا مثقلةٌ بالهموم وذبل معها الانتظار
 حين افترقنا بفعل أمرٍ ...
 تجردتُ من روحٍ تحيا وسكنتُ دار الإنكسار 
 أخرج مني وأرى انعكاس ظلي يمضي على طريق من صخور
 سماءه غيمة ورداءه تجردٌ وحرمانٌ من منزلٍ كان ... وكان ... وكان ...
 باتت جدرانه اليوم لا تجمعنا ... ولا تقينا بدفءٍ واحد 
 فقط هو الألم ينسج خيوطنا في ثوبٍ ثلجي بارد 
 وما تبقى من أصواتكم داخلي هي كل دفئي ... تتبعني كـ ظلي
 ضحكاتكم المزروعة في أنفاس صدري هي صدى صوتي
 وتبقى لحظة وداع أعينكم .. آخر ما أراه قبل نومي
 حنين الدنيا كلها في أحضانكم ما يهزم دمعي
 وبريق الدفء الخافت ... شعلةٌ من يقين تسكن كهوف غربتي ..
 تصرخ في وجهي لتضيء عتمة يأسي
 أن يوماً ستتجه الشمس نحوي .. ويشرق ليلي الدائم
 وأني سأرى وجه أمي يبتسم في أحلامي ...
 وتخبرني أني نورها ونور صباحها
 وأن أحضانكم ستبقى للقاء بلا وداع
 أن ترحل تلك العرافة يوماً وينكسر معها كأس العذاب
 من قرأت على رؤسنا تراتيل الغدر وقيدتنا بسلاسل من عقاب
 على يقين بأن ربي سيمطر علينا فرجاً ومطراً محملاً بالحمد
 وباقة حروفي تلك سأجمعها باقة من ورد
 تعطر ما خيم علينا من رحيق الحزن ليمضي كل ما كان
 سأبقى الآن بين كفوف الرحمن كي أصلي وأدعو أن نقترب 
 بعد ما أصبحتُ بعدكم 
 فعل غائب ... بحكم قدر ...

05 مارس 2021

ستبقين دوماً .. على قيد دمعي

 


***
رحلتي يا أمي
ياقلبي .. ويااااا أقسى وجعي
كنتُ في منفاي لا حديثَ لي مع نفسي إلا
معكِ وعنكِ
ولا شمس تضيئ ظلمتي إلا تلك المشعة من جبين قلبك
ذهبتي .. وكنتِ كل خيطٍ يجمع فتات ساعات يومي
وبكفوف دعاكِ تشرقي بالنور مغارات صمتي وصبري فينطفئ وجعي
دعوات تنعكس على سماءي ألواناً مبهجة تصعد من باطن قلبكِ إليّ
كالنجوم في سماءي تطرز ثوب روحي الأسود بفيض من صبر 

وها أنا الآن أصحو لأرى الشمس تبتسم عكس اتجاهي فتسكنني الرجفه ..
وتستضيفك السماء سراً .. فتحلقين صعوداً وأسقط أنا بعدكِ إلى قاع الأرض

وأفيقُ من حلمٍ قاس ٍإلى حلمٍ آخر أشد قسوة ...
يزيد الفراغ وتسكنني برودة كل طقوس الدنيا وكأن الدفء تعمد أن يدير نظراته إليّ تهرباً
ويؤلمني ويؤلمني حتى أرى وجه الحقيقه أني فقدتكِ أبداً دون رجعه ..
أن أرى وجه الحياة تحرمني منكِ وتقيدني بكل مايجر أذيال الوجع في عروقي
 لتترك لي فقط جرحاً وحزناً أسقط من أثقاله في كل خطوةٍ بألف موت.
فكيف أحيا وأعلم أن ترانيم وفاتك ممنوعة !
صرخات وجعي عليكِ ممنوعة !
ضمتي الأخيره بكل صممممممت مخنوقه ...
لكني أشعر أنكِ سمعتيني ..
واحتضنتي نفسي حين ألقيتها على أعتاب صدرك
و تنفستي رياح صرخات دمعي على جبينك

صدقيني سيظل بكاؤكِ فى قلبي حتى تنتحر الدمعات
وسيبقى صوت دعاكِ في نفسي أجراساً توقظني كلما أسقط ..
فأسجد وأدعو الله أن تسمعيني و تكوني قيد أبواب الجنات
تواسيني .. فلن يطرق أبواب روحي سواكِ ..
لن ينعيني فيكِ أحد يشعرني مثلك
كنتُ وحيدةٌ في تلك الدنيا ... ولذلك متُ أنا بموتك .
بعد أن زرعتي على راحتيّ صبراً وغرستي في صدري وجعاً ..
واختنقتُ بكل ذرات التراب التي كفنتكِ .. أدفأتكِ في قبرك وجمدتني
في أولى لياليكِ سأرحل إلى قــــ ( لبك .. برك )
بروحي وأبقى بقربك ..
فهي كل مابقي مني ... وجسد مازال على قيد نبض
يستكين تحت غطاء السماء من فرط ألمٍ .. وحر دمعٍ .. وإيمان بالقدر
قدر أن أحيا غيابك .. واشتياقك .. أبحثُ عني .. أبكي وجعي ..
 أُلقيني فيكِ لتحميني ظلمة غيابك ..
تهون المسافات ولا تهون وحشة فراقك .. قسوة بعادك ..
وسيظل همسك كل العمر يا أمي ... هو آآآخر الدفء
وكلي يقين أنك بين كفوف ربي ... تبتسمي .. تراقبيني ... تنيرين سماءي ...
وسيبقى الجرح ينزف
*