مـا دمتـ اقتربتـ مـن الصـدق ,, مـا دمتـ اقتربتـ مـن الذاتــ ,, إذاً ,, فقـد اقتربتــ كثيـراً من الآدميـه ...

23 مارس 2022

عام .. بدونكِ

 


21 أكتوبر 2021

مابعد عام ...





وتهطل أولى لحظات عامٍ جديد
تتبخر سحابات الليل وتستند روحي على بقايا أحلام كانت ..
 أشعة خرساء تتسلل بهدوءٍ لتُحيي عالمي الراكد
 بين عتمةٍ لا تنتهي واغتراب بلا حدود
 فضاء كئيب يغتسل بحبات الفجر وضوء النجوم
إشراق يلامس روحي المتراقصة على جمر التمني
تلك التي كانت تُمطر حروفها حباً حين تغني
 تتراقص ... فوق نسيج ذابل من حياة تساقطت كالخريف
 تذرف الأيام خيوطاً من دعاء ...
وها هي كل الوعود تمضي وتنقطع معها حبال الرجاء
 هاهي الأحلام تنساب وها هو الدار يصرخ من سهام الغدر
 ينادي .. وفاء
تدق الآن ساعة الألم ..
 لحظة لم أُدرك فيها مابين الحياة .. والعدم
 كنائمة بين أحضان الوهم .. وأوقظها كابوس الوجود
فهل أحتفل ..؟
أريد أن أبكي .. أن أصرخ بكل الوجع
أن أهرب من خيبات الأمل .. من أعراس الألم
 أدور حولي وأراه غروب عام مضى
 كعائد من ليلٍ طويل .. يسأل كالتائهين عني
 صوته الدافئ يحجب قسوة العمر .. يظللني
 يتلو على قلبي تراتيل البقاء
يغمرني بلحن من حياة
يذيب جليد وسادتي .. ووحدتي
 ألملم بيني سري وصمتي .. تأهباً للرحيل إليه
نعم ... نزفت آخر قطرة من عامٍ مضى
 هدمت كل كهوف العتمة
وأنتظرت إشراق حبات النهار ؟؟؟
فهل سأرى شمس هذا العام

&

14 مارس 2021

غائبة عنكم ... بحكم قدر ( إخوتي )


باقة من حروفٍ أرسلها إليكم ... وأنا في المنفى البعيد
 رسالة تحملني إليكم بكل ود
 وأنا الملقاة هناك بين معنى الحياة ... وفعل الموت ...
 حروف تحمل وجع الأمس كله ... وبكل إشراقٍ آتٍ يواسيني بلقاء ربما يكون قريب ...
 ما بعد منتصف كل شئ ... 
 تستيقظ كل الإفتقادات السابقه وتتسع المسافات لتخبرني
 أني وبعد كل هذا الألم ... لا حياة دونكم
 أستند على ظلال جدران من كلمات واهيه .. 
 خذلان الوعود وتباطؤ دقة الساعات ... أكتاف من رمال ناعمه
 تدق وتمضي بي اللحظات آخذة معها بعضاً من عمري 
 محملة بفراغ تملأه أنفاس صدري ليثبت لي فقط أني على قيد ... نبض
 فكيف أقوى دونكم ... وأنتم وجعي ... وضعفي
 والحداد داخلي ... يسكن أضلعي ...
 أتوسد على جمر أفكارٍ ترفض واقع فرض البعاد ... 
 دون سبب أو حتى لمئات الأسباب
 وكؤوس من مرارات الصبر تملأني ... تروي عناقيد الجراح 
 مسافات تاهت بيننا مثقلةٌ بالهموم وذبل معها الانتظار
 حين افترقنا بفعل أمرٍ ...
 تجردتُ من روحٍ تحيا وسكنتُ دار الإنكسار 
 أخرج مني وأرى انعكاس ظلي يمضي على طريق من صخور
 سماءه غيمة ورداءه تجردٌ وحرمانٌ من منزلٍ كان ... وكان ... وكان ...
 باتت جدرانه اليوم لا تجمعنا ... ولا تقينا بدفءٍ واحد 
 فقط هو الألم ينسج خيوطنا في ثوبٍ ثلجي بارد 
 وما تبقى من أصواتكم داخلي هي كل دفئي ... تتبعني كـ ظلي
 ضحكاتكم المزروعة في أنفاس صدري هي صدى صوتي
 وتبقى لحظة وداع أعينكم .. آخر ما أراه قبل نومي
 حنين الدنيا كلها في أحضانكم ما يهزم دمعي
 وبريق الدفء الخافت ... شعلةٌ من يقين تسكن كهوف غربتي ..
 تصرخ في وجهي لتضيء عتمة يأسي
 أن يوماً ستتجه الشمس نحوي .. ويشرق ليلي الدائم
 وأني سأرى وجه أمي يبتسم في أحلامي ...
 وتخبرني أني نورها ونور صباحها
 وأن أحضانكم ستبقى للقاء بلا وداع
 أن ترحل تلك العرافة يوماً وينكسر معها كأس العذاب
 من قرأت على رؤسنا تراتيل الغدر وقيدتنا بسلاسل من عقاب
 على يقين بأن ربي سيمطر علينا فرجاً ومطراً محملاً بالحمد
 وباقة حروفي تلك سأجمعها باقة من ورد
 تعطر ما خيم علينا من رحيق الحزن ليمضي كل ما كان
 سأبقى الآن بين كفوف الرحمن كي أصلي وأدعو أن نقترب 
 بعد ما أصبحتُ بعدكم 
 فعل غائب ... بحكم قدر ...

05 مارس 2021

ستبقين دوماً .. على قيد دمعي

 


***
رحلتي يا أمي
ياقلبي .. ويااااا أقسى وجعي
كنتُ في منفاي لا حديثَ لي مع نفسي إلا
معكِ وعنكِ
ولا شمس تضيئ ظلمتي إلا تلك المشعة من جبين قلبك
ذهبتي .. وكنتِ كل خيطٍ يجمع فتات ساعات يومي
وبكفوف دعاكِ تشرقي بالنور مغارات صمتي وصبري فينطفئ وجعي
دعوات تنعكس على سماءي ألواناً مبهجة تصعد من باطن قلبكِ إليّ
كالنجوم في سماءي تطرز ثوب روحي الأسود بفيض من صبر 

وها أنا الآن أصحو لأرى الشمس تبتسم عكس اتجاهي فتسكنني الرجفه ..
وتستضيفك السماء سراً .. فتحلقين صعوداً وأسقط أنا بعدكِ إلى قاع الأرض

وأفيقُ من حلمٍ قاس ٍإلى حلمٍ آخر أشد قسوة ...
يزيد الفراغ وتسكنني برودة كل طقوس الدنيا وكأن الدفء تعمد أن يدير نظراته إليّ تهرباً
ويؤلمني ويؤلمني حتى أرى وجه الحقيقه أني فقدتكِ أبداً دون رجعه ..
أن أرى وجه الحياة تحرمني منكِ وتقيدني بكل مايجر أذيال الوجع في عروقي
 لتترك لي فقط جرحاً وحزناً أسقط من أثقاله في كل خطوةٍ بألف موت.
فكيف أحيا وأعلم أن ترانيم وفاتك ممنوعة !
صرخات وجعي عليكِ ممنوعة !
ضمتي الأخيره بكل صممممممت مخنوقه ...
لكني أشعر أنكِ سمعتيني ..
واحتضنتي نفسي حين ألقيتها على أعتاب صدرك
و تنفستي رياح صرخات دمعي على جبينك

صدقيني سيظل بكاؤكِ فى قلبي حتى تنتحر الدمعات
وسيبقى صوت دعاكِ في نفسي أجراساً توقظني كلما أسقط ..
فأسجد وأدعو الله أن تسمعيني و تكوني قيد أبواب الجنات
تواسيني .. فلن يطرق أبواب روحي سواكِ ..
لن ينعيني فيكِ أحد يشعرني مثلك
كنتُ وحيدةٌ في تلك الدنيا ... ولذلك متُ أنا بموتك .
بعد أن زرعتي على راحتيّ صبراً وغرستي في صدري وجعاً ..
واختنقتُ بكل ذرات التراب التي كفنتكِ .. أدفأتكِ في قبرك وجمدتني
في أولى لياليكِ سأرحل إلى قــــ ( لبك .. برك )
بروحي وأبقى بقربك ..
فهي كل مابقي مني ... وجسد مازال على قيد نبض
يستكين تحت غطاء السماء من فرط ألمٍ .. وحر دمعٍ .. وإيمان بالقدر
قدر أن أحيا غيابك .. واشتياقك .. أبحثُ عني .. أبكي وجعي ..
 أُلقيني فيكِ لتحميني ظلمة غيابك ..
تهون المسافات ولا تهون وحشة فراقك .. قسوة بعادك ..
وسيظل همسك كل العمر يا أمي ... هو آآآخر الدفء
وكلي يقين أنك بين كفوف ربي ... تبتسمي .. تراقبيني ... تنيرين سماءي ...
وسيبقى الجرح ينزف
*





15 فبراير 2021

رقية الحياة ...

 



حلــمٌ ينفـرط فى كلِ صبـاحٍ ... ألف ألف حيـاة
يتمددنـي . يـُحيـي أغصان وجـودي بـقطـرةٍ من يقين بعيـد
ما توقفتُ يوماً عن العطش منها ..
ولا عن اشتياق حنينها الذى يرويـه تمددهـا ..
وها هو فصل آخر من فصول صمتك يذوي
آخذاً معه انتظـاراً جديداً من عمـري
و يأتي الخريف و تفقد أغصـان صبري المزيد من أوراقها
تنتفض أناملي و يسكن مع الصقيع حرفي
 تهاجر طيور كل المعاني بحثاً عن دفءٍ مفقود
وتعتلي كل أغصانٍ أتيحت تغزل الأمل باليأس في عشٍ واحد
وتسلقت بفقدها كل فرع يمتد على مدى قلبي

تورق أزهاره مع كل فجرٍ باقات من بسماتٍ مغلفة بدمعي

وتنمو مع كل إشراقٍ حلماً يتكئ على أملٍ قادم

تذرف عبيرها صبراً ..
لكن الأفق إليك مازال بعيــــداً ... ويمضـي
تذوب على مداراته ملامح دفئي

تتبعثر على مرافئه رمال مدينة حُلمي .!

حُلمـي الذي احتضـنه صـدرك السرابـي ذاك المسـاء ...

تاركاً صلواته تعانـي رجفـة وحدةٍ تائهـة بين كفـوف السماء !!!

دعوات لم تنحني أبداً .. إلا سجوداً أو موتاً يرجو حياة ..

دعوات حملتني فيها بكل صدق
لأنـي
 عندما نبعتُ من أقصى أراضي انتظاري .. رأيتك
وفي مسـاري دعوتُ أمطار السماء أن تضع كفها على رأسى
لتتلوا عليّ رُقيـة الحيـاة ... وأنتهـي في قـاع كفيك ...
فأسكـن مسامك ... واستوطـِنُ منك أعمـاق الروح ...
 وأبـداً لا تبتعـد عنـي !!


11 فبراير 2021

سقطت من أجلي ...


 

وبثقل هامة الحزن الشامخة ... سقَطَت
نعم سقَطت من أجلي !
كسقوط اوراق الخريف بسبق إصرار وبفعل انكسار
من أعلي غصون الصمت إلى أرصفة الوهم ..
على صخور الحقيقة تتبعثر كل الأماني
وآهات جرح تقاوم في مهب الوجع
 تنسج خيوطاً من ألم تحت ظلٍ من ماض عقيم
حتي إذا تلاقت مع أشعة فجرٍ آت من بعيد يعلن عن غفوة النهار
 وتشرق ألوانٌ واهيه لعله العقل يتمادى في استعادة الوعي
 نعم هو خيط رفيع يربط أنسجة الساعات
ويضم ستائر الليل .. ويسكن موجات الشمس
ليجمع بينه نبضات لحظاتنا .. وفي غفلة عين نتساقط كريشة ناعمة
 من السماء في رحيل طويـــــل تحملها رياح الصمت
 لتنتهي أخيراً على سطح الأرض يسكنها .. ألم

 فيرحل الوجع و تصرخ الجراح كحمم تثور لتعود وتلتئم
تستيقظ الحياة منهكه .. ويندمل جرح أمل ملثم بوشاح الصمود
ويكتمل القمـر في عمـق السمـاء ..
و
تجتمع أوراق أيام ماضيه فوق وسادة ذابلة
لتفترق في هدوء بين دموع اختنقت .. قاومت أن لا تواجه هذا السقوط
وبخطوات خافته تقترب أكثر فأكثر إلى حافة عيني
تتحطم سيقانها من رعشة الخوف
ودمعةٌ دمعة .. تنفرط سنين العمر متأرجحة مابين لمَ وليت ..!!!
مابين هزيمة ساحقة من زيف يملؤني وارتعاشة تسكن يقين الحلم !
تتساقط ومعها ماتأمل أنه وجعها الأخير .. وينتهي سرها المغلق
وبكامل اعترافٍ بهزيمة الإنكسار ومعركةٍ ستبقى قائمة بيني
أخذَت ماتبقى مني ورحَلت ..
ومعها ! تساقطتُ حتى أني لم أرني أنتهي إلى قاع بحيرة الموت
 ليتني ... ليتني أبداً مانظرت إلى الخلف .


&


05 فبراير 2021

من خلف أسوار الألم

 



بعد اكتمال الدمع في عيني قطرة واحدة كالبدر ..
سقطَت تحمل كل ما امتلأت به وسادة نفسي ..
رحلتُ في هدوءٍ إليه كما اعتدت أن أفعل دائما عندما يمتلئ صدري بالكلام
نعم تلك المره أردتُ أن أحكي ...
 فلم تكن مجرد حروف أردت أن أرتكب بها جريمة انتحاري بصمتي ..
روحٌ منهكةٌ أتيتُ بها من خلف أنقاض الوجع لثمتُها بوشاح الصمود واخفيتها من اغتيالات ألمي
اقتربتُ منه بخطواتٍ متباطئةٍ مرتجفه من رهبة صمته .. وما أردت منه إلا أن يسمعني ..
أرأيت ؟؟؟
أرأيت ماحل بي بعد فراقك ؟
تركتني بين جموع الصقور تنهش جثتي .. وأسراب الغراب تصيح فوق سماء مدينتي ..
وكم من اغتيالاتٍ حطمَت قصري العتيق و هدمَت معبدي ..
تركتُ قصري ومضيت وحدي ألتحف دفئي من صغاري .. تقتلني وحدتي والدرب ليلٌ مخيف
والبرد يسكن أرضي وجدراني تنادي أين أنتي .. وغزاة بابي يطرقون ويهدمون أمني وعزتـي
 خطاهم تدق كالأجراس في روحي .. ويعلو هتافهم على صوت حريتي ..
صلبو آدميتي .......
 حطام بيتي بدد الحلم الجميل .. ضحكاتنا في بيتي الصغير تبخرت .. وسفينة العمر مني أبحرت .. وحصاد أيامي بين أحضاني أمنيات لرب السماء سافرَت ..
ورفيق أيامي خان عهدي وضاقت به رحلتي ..
سادة الغدر لم يرحمو قلبي .. لم يرحمو الدار ومن كان يسكنها .. يخبرهم الباب أننا رحلنا .. أننا تركنا كل مافينا ومضينا ..
لم يرحموني .. حطمو الدار وأحيو مواجعها .. ففي الدار روحي وقد قتلوني وغرسو بكل مافيهم من نصال السم في عيوني ...
فلم أعد أرى من الدنيا سوا الخناجر والسموم ..وسهام الأقدار هشمت أسوار صبري وتبعثرت أحجار بيتي لكل غادر يقترب
تركته ومضيت وحدي تسقط الأيام من عمري كالخريف المر في كهف بعيد ...
أدور وأبحث عن جدار أصلبُ عليه حلمي لعل يزدهر النهار
يتربع الحزن في قلبي والليل ساعات لا تمضي وأعمار
واستحال الشعر الأسود إلى ثوب عرسٍ أبيض تلألأ في زمن العراة
زمن سقط فيه القناع أمام عيني .. وما بقي مني فقط هو دار كان يحمل اسمي ..
إني قضيتُ العمر في هذا المكان .. كنت له الروح والنبض وأبداً ما جاءني ضيف ولا عشت الزمان بأي وصف ..
مضيتُ الآن وحدي .. أبحث عن ما لا أعرف
عن سنين ؟؟ عن طريق ؟؟ عن رفيق ؟؟
قد ضاع مني حتى ما أبحث عنه ... هل يا تُرى سأجد حتى من يبحث عني ؟
رفعتُ رأسي للسماء أنادي يا إلهي تلك كلماتي ترحل في سماءك وتمضي
تتلألأ كالنجوم الحائرات في مداراتك .. فأدركها ..
أزهِرها باستجاباتٍ تُشرق على زهر أرضي .....
سجدتُ داعيةً رضاه .. 
وجمعتُ ماتبقى مني من دموعٍ لأمضي
وتركته بين أحضان قبره وحيداً ... بعد أن ألقيتُ عليه كل مافي نفسي .
فسلامٌ عليك يا أبي وعلى كل صمتٍ سمعتَ به وجعي ...
سلامٌ عليك في جنتك .. من خلف أسوار الألم .....
&

04 فبراير 2021

الحبيب المجهـول ...

 


&

لأول مرة أراه ... وكانت الأخيره ...
لكنه جذبنـي نحوه بشده .. رأيتُ في عينيه أشباح الحب تطاردنـي ..

تخللنـي وسكن دروبـي .. حبه نسمات أدمنتها أنفاسي ..

تمنيت معه أن أصل الى لحظه تعلن عدم انتماءي الى العقل والتفكير..
عن لحظه أشعر فيها بالتحرر والتلقائيه.. لحظه أحيا فيها الحياه..
تحملت تلك الأيام المحسوبه على عمري .. تركت كل شئ وأخذت أبحث عن ذلك الرجل المجهول الذي سكنني...
في رحلتي اليه.. أخذتني لحظه سقطت من بين يدي الزمن تذكرت فيها صوته يتحدث الي.. أنفاسه على وجهي ونحن نرقص معا وقد سافرت بين ذراعيه على نغمات تلك الموسيقى الهــادئه..
نسيتني معه وتركتني بينـه.. بلا مصير.. وفجأه لم أجده أمامي..
تركني بين يدي الألم.. ألم فجر طاقاتي وحطم كل احتمالاتي

.. ذكرني برحلتي إليه..
أنتظر أن تأخذني لحظه الى درب الجنون .. لحظة عناق صامت.. نظرة حب رأيتها في عينيه على ضوء شمعه..
لحظه تأخذني الى رجل أحرقني وأعاد تكويني.. أذابني وجمدني حين رحل بعد أن عانقت فيه الحياه... الى نشوة موت أحياني ....

أتذكر كل شئ كأنه الأن......

حين كنت أستند الى شرفة احدى قاعات الاحتفالات امام البحر.. امام آخر لحظة غروب سأتركها وأرحل.. لفت نظري الشموع الموقده فوق الموائد المتراصه مشتعله دونما اهتمام.. فلا أحد يعرف ماتحكيه أضواء الشموع ..فقط أنا أعرف أسرارها..
فبريقها يحيا في عيني..وبكاءها أمنيات زائله وأسرار..
هناك.. رأيته يسير في خطى ثابته شديد الكبرياء..عيناه كسواد الليل وغموضه..
ومنذ اللحظة الأولى.. انتزعني مني..
وعلى صوت النغمات الخافته.. جاءني صوته.. صوت له احساس الدفء..يود الرقص معي.. سارت في جسمي نشوة بعثرت أجزاءي..
فمد لي يده التي لملمتني وذهبت معه.. ورقصناااااااااا...
اقتربت منه..سافرت فيه..أدركت معه اين البدايه والمنتهى..انساب من صوته خمر وقور رحل بي الى كل العالم في لحظه كانت كل عمري..
تنبأت وانا بينه انه أذابني فيه وعجزت أن انتزعني منه..أسكنني صدره ..
وانتزعتني فقط لحظة انقطاع الانغام.. جلسنا ولم أعرف بماذا أجيب حديثه..
احتضن يدي .. تذوق طعم خجلي ..
سألته لماذا أنا ..؟ فرد بكل عـذوبة.. لم أرى سواكـِ ..كنتـِ كل النساء .. رقصت معكـِ كل الألحان .. ورحلت فيكـِ إلى كل الدنيا ..

 وكان صوته متدفق مع الحياة .. فـ أحيانـي..
برقت عينيه على ضوء الشمعه فبدت كغروب الشمس .. وحين انتبهت اليه..كان قد رحل معها وهي تغيب..
ومنذ ذلك اللقاء وهو يحياني.. يحمل بيني اسطوره كالخريف الغامض بسكونه..
لا أعرف من هو سوى رقصتي..
تجاوزت معه حدود القلب .. فقد تركني للموت وانا في عمق الحياه بينه.. فعز علي حضور مراسم عزاءي.. لم أريد الفناء .. فبقيت..
وكان عزاءي الوحيد أن يحتضنه ذلك المكان مرة أخرى..

صليت صلاة هادئه..
تتوسل القدر..
لعلني أراه .. مرة أخرى...