مـا دمتـ اقتربتـ مـن الصـدق ,, مـا دمتـ اقتربتـ مـن الذاتــ ,, إذاً ,, فقـد اقتربتــ كثيـراً من الآدميـه ...

08 ديسمبر 2008

حررنـي منكــ ..



من أنتـ كي تستبيـح أســراري

من أنتـ كي أقرأ أمامكـَ رسالات نفسـي

كيف تسللتـَ إلى دروب أفكـاري وسكنتها

كيف غافلتـَ حراس عقلي واقتحمتنـي

كيف وضعتنـي أمام مرآتكـَ

فرأيتنـي

واسترسلت مشاعـري إليكـَ دون قيـد

كيف أمكنكـَ إختـراق خطوط دفاعـي

المـُحصـّنة من أي غــزو

كيف تخطيتـَ أسـواري المنيعـة

أبـوابـي الموصـدة بـ آلالالالاف من قيـود

فـ استوليتـَ على ذاتـي

تربعتـَ داخلـي

حتى أصبحت لكـَ اليد العليا على كياني

كيف أفلتـ هكذا أمـرى من يـدي

لقد تخللتنـي .. وتشعبت بينـي

حتى سكنتـَ منـي نفسـي

احتلتنـي ملامحكـ .. مشاعركـ

سلبتنـي روحي

فـ أيها المـُحتل وجدانـي ,, برغمـي

المغـروس بين جـذوري

كلما تعمـّقتـَ داخلـي

تعمـق ضياعـي منـي

أريدكـَ أن ترفـع عنـي إحتلالـي منكـ

أن تحـررني من تبعـات عشقكـ

فما عاد بقدرتـي أن أحملها وحدي

حررنـي من أسـر عينيكـ

حـرر نبضاتـي من قلبكـ

حـرر أيامـي من عمركـ

قطراتـُ دمـاءي فـي عروقـي

لا تصفـى منكــ

حررنـي منكـ لـ أحيـانـي

أشتقـتـُ لـ نبضـي ,, لـ كيانـي

أتركـ لي نفسـي

إرحل عن دمـّي

أيها المـُحتل وجدانـي برغمـي

أو حتـى بـ إرادتـي

أُعـ ـلـ ـن لـ ـكـ

أن بقاءكـ أصبـح مرهقـاً

أن كيانكـ سكننـي حتى أقصـى حـدودي

كم من أيـام ماضيـة

وأنا أحملكـَ أينما رحلتـ

أصبحتـُ سيدة تمارس كل طقوس المخاض

معـاناتة وتمـزقاته

لأعــود وأجمـع قوتـي

حتـى أدفعـكـَ بعيـداً

لكنها تتبـدد

أضيـع أنــا

لـ تبقـى أنتـ

كل محاولات إقصـاءك عنـي

تزيـدكـَ ثباتـاً لا يرحـل

مااااابكـَ لا تبرحنـي

!!

هل قـُـدّر علـيّ أن أحملكـَ داخلـي

منـذ ألـف عـام

!!

أحلـم بـ غــدٍ أرانـي فيه

دون كيانـكـَ يسكننـي

أراكـَ وقد غـادرتـَ دروب تفكـيري

أو أرانـي عـائدة إلى ماضـي سحيـق

حيثـُ لم يكن شيئـاً قد وُلـِـد داخلـي بعد

إلى حيثـُ لم أكـُن قد وُجـِدت

فلا أكـون أنـا

ولا تكـون أنتــ

ولا يكـون حتـى

كل هـذاااااا الوجـع

فقط ...

حررنـي منكــ



~*~
&