مـا دمتـ اقتربتـ مـن الصـدق ,, مـا دمتـ اقتربتـ مـن الذاتــ ,, إذاً ,, فقـد اقتربتــ كثيـراً من الآدميـه ...

05 فبراير 2021

من خلف أسوار الألم

 



بعد اكتمال الدمع في عيني قطرة واحدة كالبدر ..
سقطَت تحمل كل ما امتلأت به وسادة نفسي ..
رحلتُ في هدوءٍ إليه كما اعتدت أن أفعل دائما عندما يمتلئ صدري بالكلام
نعم تلك المره أردتُ أن أحكي ...
 فلم تكن مجرد حروف أردت أن أرتكب بها جريمة انتحاري بصمتي ..
روحٌ منهكةٌ أتيتُ بها من خلف أنقاض الوجع لثمتُها بوشاح الصمود واخفيتها من اغتيالات ألمي
اقتربتُ منه بخطواتٍ متباطئةٍ مرتجفه من رهبة صمته .. وما أردت منه إلا أن يسمعني ..
أرأيت ؟؟؟
أرأيت ماحل بي بعد فراقك ؟
تركتني بين جموع الصقور تنهش جثتي .. وأسراب الغراب تصيح فوق سماء مدينتي ..
وكم من اغتيالاتٍ حطمَت قصري العتيق و هدمَت معبدي ..
تركتُ قصري ومضيت وحدي ألتحف دفئي من صغاري .. تقتلني وحدتي والدرب ليلٌ مخيف
والبرد يسكن أرضي وجدراني تنادي أين أنتي .. وغزاة بابي يطرقون ويهدمون أمني وعزتـي
 خطاهم تدق كالأجراس في روحي .. ويعلو هتافهم على صوت حريتي ..
صلبو آدميتي .......
 حطام بيتي بدد الحلم الجميل .. ضحكاتنا في بيتي الصغير تبخرت .. وسفينة العمر مني أبحرت .. وحصاد أيامي بين أحضاني أمنيات لرب السماء سافرَت ..
ورفيق أيامي خان عهدي وضاقت به رحلتي ..
سادة الغدر لم يرحمو قلبي .. لم يرحمو الدار ومن كان يسكنها .. يخبرهم الباب أننا رحلنا .. أننا تركنا كل مافينا ومضينا ..
لم يرحموني .. حطمو الدار وأحيو مواجعها .. ففي الدار روحي وقد قتلوني وغرسو بكل مافيهم من نصال السم في عيوني ...
فلم أعد أرى من الدنيا سوا الخناجر والسموم ..وسهام الأقدار هشمت أسوار صبري وتبعثرت أحجار بيتي لكل غادر يقترب
تركته ومضيت وحدي تسقط الأيام من عمري كالخريف المر في كهف بعيد ...
أدور وأبحث عن جدار أصلبُ عليه حلمي لعل يزدهر النهار
يتربع الحزن في قلبي والليل ساعات لا تمضي وأعمار
واستحال الشعر الأسود إلى ثوب عرسٍ أبيض تلألأ في زمن العراة
زمن سقط فيه القناع أمام عيني .. وما بقي مني فقط هو دار كان يحمل اسمي ..
إني قضيتُ العمر في هذا المكان .. كنت له الروح والنبض وأبداً ما جاءني ضيف ولا عشت الزمان بأي وصف ..
مضيتُ الآن وحدي .. أبحث عن ما لا أعرف
عن سنين ؟؟ عن طريق ؟؟ عن رفيق ؟؟
قد ضاع مني حتى ما أبحث عنه ... هل يا تُرى سأجد حتى من يبحث عني ؟
رفعتُ رأسي للسماء أنادي يا إلهي تلك كلماتي ترحل في سماءك وتمضي
تتلألأ كالنجوم الحائرات في مداراتك .. فأدركها ..
أزهِرها باستجاباتٍ تُشرق على زهر أرضي .....
سجدتُ داعيةً رضاه .. 
وجمعتُ ماتبقى مني من دموعٍ لأمضي
وتركته بين أحضان قبره وحيداً ... بعد أن ألقيتُ عليه كل مافي نفسي .
فسلامٌ عليك يا أبي وعلى كل صمتٍ سمعتَ به وجعي ...
سلامٌ عليك في جنتك .. من خلف أسوار الألم .....
&

ليست هناك تعليقات: